شكون هو يسوع المسيح؟ وشنوّة يحب منّا؟

المسيحية في تونس ، المسيح في تونس
شكون هو يسوع المسيح؟ وشنوّة يحب منّا؟


برشة ناس في تونس، تسأل من غير ما تلقى جواب يشفي القلب: شكون هو يسوع المسيح؟ هل هو نبي؟ ولا رسول؟ ولا ملاك؟ ولا حاجة أعظم؟ علاش النّاس في العالم الكلّ تتبعو، تحبّو، وتضحّي بحياتها على خاطرو؟ والمسيحيّة، شنوة معناها بالضبط؟ هل هي دين كيما غيرو؟ ولا طريقة حياة؟ ولا يمكن حاجة أقرب لينا من اللي نتصوّرو؟

يمكن تكون سمعت على يسوع من التلفزة، ولا من الانترنت، ولا حتى من صاحبوك.
أما الحقيقة؟ يسوع مش مجرّد شخصية تاريخيّة، ولا بطل في قصة قديمة.
يسوع حيّ، موجود، ويحبّك. إي، يحبّك إنت شخصيًّا، مش بالكلام، بالمحبّة الفعلية، اللي تبدّل، تداوي، وتحرّر.

في هالمقال، باش نحكيو على يسوع مش بالدين المعقّد، بل بالكلام البسيط، من القلب للقلب. باش تفهم علاش المسيحيّة مش مجرّد طقوس، بل علاقة حيّة مع ربي. وعلاش يسوع جا لعالم فيه الظلمة، باش يخلّينا نعيشو في النور. إذا كان قلبك حاب يعرف، وراسك فيه أسئلة، نقلك: مرحبا بيك. يمكن تلقى اليوم الجواب اللي كنت تقلب عليه طول حياتك.




أقرأ أيضا:

ما هو الإيمان عند المسيحيين؟
ما هي أركان الإيمان في المسيحية؟
ما هي الروح القدس في المسيحية؟



شكون هو يسوع؟


يسوع هو كلمة ربي، الكلمة الأزليّة اللي كانت عند الله، واللي هي الله بنفسو. الكلمة هاذي ما بقاتش في السماء، ما تفرّجتش علينا من بعيد، بل تجسّدت، ولبست طبيعتنا البشريّة، وصارت إنسان كيما إحنا. عاش بيناتنا، مشى في شوارع المدن والقرى، حكَى مع الناس، لمَس الجرحى، عطى الأمل للّي مكسور، وبكَى مع الباكين.

يسوع حسّ بينا، جاع كيما نجوع، عطش كيما نعطشو، تعب كيما نتعب، وحتّى في لحظات الخوف، صلى للآب بدموع. هذا الكلّ ما صارش بالصدفة، بل باش يقرب منّا ويورّينا قلب ربي: قلب فيه محبّة، فيه حنان، وفيه عدل.

ماهوش نبي عادي ولا معلم أخلاقي. الأنبياء قبلو كانوا يحكيو باسم ربي، يجيبو رسالة، أما يسوع هو الرسالة ذاتها، هو الكلمة الحيّة. هو ابن الله، وفي نفس الوقت، هو الله اللي ظهر في الجسد، باش يخلّص الإنسان، مش بالكلام فقط، بل بالفعل، وبالحبّ حتى الموت.

قال يسوع: "اللي شافني، شاف الآب." (يوحنّا 14:9)

هالكلام يعني إنّو اللي يشوف يسوع، يشوف صورة ربي الكاملة. يشوف محبّة ربي، يشوف رحمته، يشوف قدّاستو وعدلتو. يسوع ما خبّاش الحقيقة، وما دارش في الكلام، بل كشف وجه الله للناس، وفتح باب العلاقة معو.





شنوّة عمل يسوع على الأرض؟


يسوع، كي نزل للأرض، ما جاش يقعد في بلاصة مرتاحة ولا يعيش ملك، بل خرج للناس في الشوارع، في الأحياء، في الجبال، في القرى، ودخل للقلوب قبل ما يدخل للبيوت.


1. شفى المرضى: اللمسة متاعو كانت تشفي الجسد والروح. الناس اللي كانت مقطوعة الأمل، اللي ما عادش عندها حلّ، كيما المرأة اللي تنزف سنين، ولا الأعمى اللي ما شافش النور في حياتو، يسوع لمسهم ورجّعلهم الصحّة قدّام عيون الجميع.


2. أقام الموتى: حتى الموت ما كانش حاجز قدّامو. كيما ما صار مع العازر، اللي كان في القبر أربع أيّام، يسوع ناداه بصوت عالي وقاله: "اخرج!"، والعازر خرج حيّ. هاذي قوّة الحياة اللي فيه.


3. طهّر البرص: البرص وقتها كان مرض يخلي الناس مرفوضة، معزولة. أمّا يسوع ما خافش، مدّ يدو ولمسهم، وطهّرهم. برشا مرضى صرخوا: "يا يسوع، إن أردت، تقدر تطهّرني"، وهو يجاوبهم بكل حنان: "أريد، طهُر."


4. غفر الخطايا: ما كانش يعالج الجسد فقط، بل كان يعالج القلب. قال للناس: "مغفورة ليك خطاياك"، حتى قبل ما يشفيلهم مرضهم. الغفران كان في صلب رسالتو، خاطر هو جاي باش يصالحنا مع الله.


5. هزّ الشياطين وخرجهم من الناس: الناس اللي كانت معذّبة ومقيّدة بقوى الظلمة، يسوع حرّرهم. بكلمة وحدة، كانوا الشياطين يهربو، ويطيحو في الأرض، ويصرخو، ويخرجو.


6. علّم بكلام فيه سلطان: الناس كانت مذهولة من تعليمو، على خاطر ما كانش كيما الفقهاء، ما كانش ينقل كلام غيرو، بل كان يحكي من عندو، بكلام يدخل للقلب، ويحرك الضمير. تعليمو فيه نور، فيه حياة.


يسوع كان قريب من كلّ حد مكسور: الخطّاة، الزنّا، العشّارين، اليتامى، الأرامل، المساكين… ما جاهمش بالتوبيخ، بل جاهم بالمحبّة. جلس معاهم، سمعهم، حكى معاهم، بكا معاهم، وورّاهم إنّو ربي ما يحبش يرفض حدّ، بل يحب كل واحد يرجعلو.





علاش يسوع صُلب؟


سؤال يدور في بال برشة ناس: كيفاش واحد صالح، نقي، يعمل الخير، يشفي، يعلّم، يحب الناس… يتصلّب؟ علاش يسوع، اللي هو ابن الله، خلّى روحو يتعلّق على صليب؟ علاش ما هربش؟ علاش ما دافعش على روحو؟

الجواب بسيط، أما عميق: يسوع ما صُلبش على خاطر عمل حاجة غالطة، بل صُلب على خاطرنا أحنا.

هو ما عمل حتى خطيّة، ما ظلم حتى واحد، ما كذب، ما سرق، ما أذى... أمّا بالرغم من هذا، قبل بإرادتو، وبقلبو المفتوح، باش يشيل على كتافو كل خطايانا. كل ذنب عملناه، كل غلطة، كل كسر، كل وجيعة… حطّهم عليه، ومشى للصليب مكانّا.

الرسول بولس كتب وقال: "اللي ما عرفش الخطيّة، صار هو خطيّة على خاطرنا، باش نولّيو إحنا برّ الله فيه."
(2 كورنثوس 5:21)


يسوع مات موت بشع، مصلوب، متهان، مجروح… أمّا هاذي مش نهاية القصة. بعد 3 أيّام، قام من الموت.

ماهيش حكاية رمزيّة، ولا خرافة. القيامة حقيقة حيّة. التلاميذ شافوه بعينيهم، حكاو معاه، لمّسوه، وكلّ معاهم. القيامة عطاتهم قوّة، وبدّلت الخوف بالشجاعة، والشك بالإيمان.

يسوع الحيّ، اليوم قاعد عن يمين الآب، ويشفع فينا. الصليب ما كانش هزيمة، بل كان طريق للمجد. بدمو، فتح الطريق بين الإنسان والله، وبدّل الموت بالحياة، واليأس بالرجاء.




شنوّة يحبّ منّا يسوع؟


يسوع ما جاكش باش يثقل عليك، ولا باش يحمّلك قوانين صعيبة ولا طقوس متعبة. ما يطلبش منك لا حج، لا صيام مفروض، لا ذبائح، لا طهارات خارجية.

هو يطلب حاجة وحدة: قلبك.

يحبّك تيجي ليه بصدق، تحكي معاه كيما تحكي مع صاحب قريب، وتعترف: "يا ربي، أنا ضعيف، أنا خاطي، أنا محتاجلك."

ما يلومكش، ما يفضحكش، ما يرجمكش. بل يفتحلك حضنو، ويقولك: "تعال، نبدأ صفحة جديدة سوا."

المسيحيّة ما هيش دين فيه واجبات ميكانيكية، ولا شعائر بلا روح. هي علاقة حيّة، بينك وبين يسوع.

فيها:
  • محبّة بلا شروط
  • رحمة ما تنتهيش
  • مغفرة تغسل كل خطيّة
  • قبول حتى وأنت في أضعف حالتك
  • تغيير حقيقي يبدأ من الداخل

يسوع ما يحبّكش تبقى تايه، ضايع في الخوف، الذنب، والندم. يحبّك تذوق فرح السماء من اليوم، مش كان بعد الموت. يحبّ حياتك تكون مليانة نور، سلام، وهدف.

قال يسوع: "أنا الطريق، والحق، والحياة. ما يجي حتى حدّ للآب إلا بيا."
(يوحنّا 14:6)


يعني لو قلبك عطشان للحق، للراحة، للغفران… ما تلقاه كان عندو هو.




المسيحيّة مش دين... المسيحيّة علاقة


نحبّ نرجّع على نقطة مهمّة برشة:
المسيحيّة ما هيش مجرّد دين كيما بقية الأديان، ولا مجموعة طقوس نعملوها بالعادات والتقاليد. برشة ناس في تونس يظنّو إنّو المسيحيين ناس عندهم طقوس غريبة، صلبان، ترانيم، وصور. أمّا الحقيقة أعمق بكثير: المسيحيّة ما هيش طقوس... المسيحيّة هي علاقة شخصية، حيّة، حقيقية، بينك وبين الرب يسوع المسيح.

يعني:
  • كي تصلّي، ماكش تقرا كلام محفوظ، بل تحكي مع ربي كيما تحكي مع صديقك، أبّوك، أو حتى أقرب من هكا.
  • كي تقرا الإنجيل، ماكش تقرا كتاب تاريخ، بل تسمع صوت ربي يخاطبك، يشجّعك، ينصحك، ويطمّنك.
  • كي تغلط، ماكش تهرب من ربي، بل ترجع له بتوبة صادقة، وتلقى رحمة، ماشي عقاب...
  • تلقى حضن مفتوح، موش إدانة ولا لوم.

يسوع ما جاءش يبني ديانة، جاء يبني جسر يربطك مباشرة بربي. هو ما يحبّكش تعيش الإيمان بالخوف ولا بالروتين، بل بالحبّ، بالقناعة، وبالسلام. في المسيحيّة، ما ثماش وسيط بينك وبين ربي. يسوع وحدو هو الطريق. تحبّ تحكي مع ربي؟ إحكي. تحبّ تبكي، تفضفض، تسأل، تعيط؟ هو يسمعك. المسيحيّة تبدأ نهار تقول "نعم" للرب، وتخلّيه يدخل قلبك.


المسيحيّة تعطيك معنى جديد للحياة


برشة ناس في تونس، وربّما إنت واحد منهم، عايشين في تعب روحي، في فراغ داخلي، في إحباط ما يتقالش، وفي خوف كبير من الموت والآخرة. القلق، الوحدة، الشكّ، والهمّ ولات حاجات يومية... ناس تقول: "ما عادش نلقا طعم للحياة". لكن المسيحيّة تجي وتنقلك من الظلمة للنور، من الحيرة للسلام، ومن اليأس للأمل. المسيحيّة مش مجرّد اعتقاد، بل قوّة تغيّر قلبك وتبدّل حياتك.


تعطيك:
  • نور في وسط الظلام: حتى لو كل شيء حوالك غامض، ربي يعطيك نور داخلي يمشي بيك.
  • سلام يفوت كل عقل: حتى في وسط المشاكل، تحس إنك مطمئن، مرتاح، ربي ماسك بيدك.
  • رجاء قوي: ماكش عايش للفراغ، بل عايش لحياة أبدية، فيها لا وجيعة، لا بكا، لا موت.

وما ثماش شي يفرّح أكثر من إنك تعرف إنك محبوب من الله، محبّة صادقة، ما فيهاش شروط، ما فيهاش "يلزم" و"ما يلزمش".

حتى لو حياتك فيها زلّات، حتى لو عندك ماضي ثقيل، المسيح يقولك: "أنا جئت باش أعطيك حياة، وحياة أفضل." (يوحنّا 10:10)

هو ما جاكش باش يحكم عليك، جاك باش يحرّرك.




نختم، إذا تحسّ بقلبك إنّك تايه، تعبك الدنيا، محمّل بالذنوب وبالآلام اللي ما تخلصش، ما تخافش، ما تحسش روحيك وحدك في هالحالة. إسأل ربي، اكلمه من قلبك، هو موجود ديما يسمعك، ويرد عليك وقت ما تكون صادق معاه.

ما تقولش "أنا ما نستاهلش"، خاطر ربي ما يشوفش ذنوبك كيف ما تشوفها أنت. هو يشوف قلبك، يشوف نيتك، يحبّك كيفما إنت، حتى كي تكون ضعيف ومتعب.

يسوع ما جاش للناس الكل، جا للناس اللي تعبوا، للخطّاة، للناس اللي حاسّين إنهم ما عندهمش فرصة. هو يقول لكل واحد فينا:

"تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم." (متى 11:28)

الحب متاع يسوع أكبر من كل شي، أكبر من خطاياك، من آلامك، من خوفك.

افتح قلبك ليه، خلي نور المحبة يدخل حياتك. بشوف كيفاش حياتك باش تتبدّل، كيفاش الفرح والسلام يملوا قلبك، مش بالدين الصارم ولا بالقوانين الثقيلة، بل بالحب الحقيقي وبالنعمة اللي يعطيها يسوع لكل من يطلبها بصدق.

ربي معاك ديما، وما ينساكش، وإنت ديما قادر تبدا صفحة جديدة معاه.

مقالات ذات صلة

المنشور التالي المنشور السابق
لا تعليق
أضف تعليق
comment url