ما هو تعريف العهد القديم؟

ملخص العهد القديم
العهد القديم


ما هو تعريف العهد القديم؟

يُعتبر العهد القديم جزءًا أساسيًا من الكتاب المقدس في الديانتين اليهودية والمسيحية، وهو يجمع بين النصوص الدينية والتاريخية والأدبية التي تُوثق علاقة الله بشعبه منذ الخلق وحتى ما قبل ميلاد المسيح. يتكوَّن العهد القديم من مجموعة كبيرة من الأسفار التي تروي قصص الخلق، والأنبياء، والتشريع، والتاريخ، والحكمة، والنبوءات. وقد شكَّل هذا العهد الأساس الفكري والروحي لشعب إسرائيل، ومنه استقت المسيحية كثيرًا من مفاهيمها اللاهوتية والتاريخية. في هذا المقال، سنقوم برحلة تفصيلية لفهم طبيعة العهد القديم، وتكوينه، ومحتواه، ومكانته في الديانات الإبراهيمية.


أقرأ أيضا:



بماذا يُعرف العهد القديم؟


العهد القديم يُعرف بعدة أسماء، تختلف حسب الخلفية الدينية والثقافية. في السياق اليهودي، يُعرف غالبًا باسم "التناخ"، وهي اختصار لثلاثة أقسام: التوراة (الشريعة)، النَّبييم (الأنبياء)، والكتب (الكتوبيم). أما في السياق المسيحي، فيُشار إليه بـ"العهد القديم" تمييزًا عن "العهد الجديد" الذي يتناول حياة وتعاليم المسيح.


بعض الأوساط الأكاديمية تُفضّل استخدام مصطلحات أقل طائفية مثل "الكتاب العبري" للإشارة إلى الأسفار ذاتها بدون فرض تفسير ديني معين. وقد وردت تسميات أخرى مثل "الأسفار المقدسة" أو "الناموس والأنبياء والمزامير". هذه التسميات تُظهر تنوع الاستخدامات والاعتبارات اللاهوتية والتاريخية التي تؤثر في طريقة التعاطي مع هذا النص المقدس.



ما هو العهد القديم عند اليهود؟


عند اليهود، يُطلق على العهد القديم اسم "التناخ"، وهو مرجعهم الديني الأسمى. يتكوَّن التناخ من ثلاثة أقسام رئيسية: التوراة (وتتضمن الشرائع والوصايا الإلهية)، النبييم (ويشمل الأنبياء والقصص المرتبطة برسالاتهم)، والكتوبيم (الكتب الشعرية والحِكمية مثل المزامير والأمثال). يُعتبَر التناخ مصدرًا إلهيًا وموحًى به، ويُستخدم في الصلاة والتعليم والاحتفالات الدينية.

في اللاهوت اليهودي، يُنظر إلى التناخ على أنه السجل التاريخي والتشريعي الذي يربط الشعب اليهودي بالله، ويوثِّق عهده معهم من خلال موسى وسائر الأنبياء. القراءة المستمرة والشرح التلمودي للتناخ يُعدُّ جزءًا لا يتجزأ من الحياة الدينية اليهودية، ما يجعله ليس فقط كتابًا مقدسًا بل أيضًا مؤسِّسًا لهوية الأمة اليهودية.



من كتب الكتاب المقدس العهد القديم؟


الكتابة الفعلية للعهد القديم تمتدّ عبر قرون طويلة، ويُعتقد أن العديد من الكتّاب ساهموا في تأليفه، بإلهام من الله. تُنسب التوراة تقليديًا إلى موسى، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن هذه الأسفار ربما جُمعت وحررت من قبل كتاب لاحقين في فترات مختلفة، خاصة أثناء وبعد السبي البابلي.

أما كتب الأنبياء والكتب الشعرية والنبوية، فقد كتبها أنبياء مثل إشعياء وأرميا وحزقيال وغيرهم، إلى جانب كتّاب مجهولين نسبياً، مثل كتاب المزامير والأمثال. البعض كُتب بالعبرية، والبعض بالآرامية. يُظهِر هذا التعدد أن العهد القديم ليس كتابًا واحدًا بل مكتبة تحتوي على أنواع أدبية متعددة تعبّر عن مراحل مختلفة من تاريخ بني إسرائيل.



ما هو الفرق بين الكتاب المقدس والعهد القديم؟


الكتاب المقدس في المفهوم المسيحي يتكوَّن من قسمين: العهد القديم والعهد الجديد. العهد القديم يحتوي على النصوص التي سبقت مجيء المسيح، بينما العهد الجديد يروي حياة يسوع المسيح وتعاليمه وأعمال الرسل. أما في اليهودية، فالكتاب المقدس يقتصر على العهد القديم فقط (التناخ).

العهد الجديد يشكّل في المسيحية تتمة لوعود العهد القديم، ويُعتقد أن المسيح قد أتى ليُكمل لا ليُبطِل ما ورد فيه. لذلك، المسيحيون يقرؤون العهد القديم من خلال عدسة العهد الجديد، مما يجعل الفرق بينهما ليس فقط زمنيًا بل أيضًا لاهوتيًا. أما اليهود، فيرون أن الكتاب المقدس لا يتضمن إلا العهد القديم، ويؤمنون بأنه مكتمل بحد ذاته.


أسفار العهد القديم بالترتيب


تتكون أسفار العهد القديم من مجموعة من الكتب التي تشكل القسم الأول من الكتاب المقدس، وهي تُعدّ الأساس الذي بُنيت عليه العقائد اليهودية والمسيحية. تختلف قائمة الأسفار وترتيبها قليلاً بين التقاليد اليهودية والمسيحية، إلا أن الترتيب الأكثر شيوعًا في النسخ المسيحية يضم 39 سفرًا باللغة العبرية، بينما يضيف التقليد الكاثوليكي والأرثوذكسي عدة أسفار تُعرف بالأسفار القانونية الثانية، ليصل العدد إلى 46 أو أكثر حسب الطائفة. يمكن تقسيم هذه الأسفار إلى أقسام رئيسية:


  1. التكوين
  2. الخروج
  3. اللاويين
  4. العدد
  5. التثنية
  6. يشوع
  7. القضاة
  8. راعوث
  9. صموئيل الأول
  10. صموئيل الثاني
  11. الملوك الأول
  12. الملوك الثاني
  13. أخبار الأيام الأول
  14. أخبار الأيام الثاني
  15. عزرا
  16. نحميا
  17. أستير
  18. أيوب
  19. المزامير
  20. الأمثال
  21. الجامعة
  22. نشيد الأنشاد
  23. إشعياء
  24. أرميا
  25. مراثي أرميا
  26. حزقيال
  27. دانيال
  28. هوشع
  29. يوئيل
  30. عاموس
  31. عوبديا
  32. يونان
  33. ميخا
  34. ناحوم
  35. حبقوق
  36. صفنيا
  37. حجي
  38. زكريا
  39. ملاخي

هذا الترتيب يساعد القارئ على فهم التسلسل التاريخي واللاهوتي للأحداث والنبوات.


ختاما، العهد القديم ليس فقط سجلًّا دينيًا أو تاريخيًا، بل هو حجر الأساس الذي بُنيت عليه العقائد الإبراهيمية الكبرى. من خلال أسفاره المتعددة، يقدم لنا دروسًا في الإيمان، والعدل، والتوبة، والعلاقة بين الله والإنسان. فسواء كنت باحثًا عن الحقائق الدينية أو محبًا للأدب القديم، فإن العهد القديم يقدِّم لك كنزًا لا ينضب من الحكمة والقصص والتعاليم.
المنشور السابق