هل ينجم ربي يسامح كل خطايانا؟
![]() |
هل ينجم ربي يسامح كل خطايانا؟ |
في حياتنا اليومية، نغلطوا برشا. ساعات نحسّوا بالذنب، ساعات نحاولوا ننساه، وساعات نبكيو سرًّا على حاجات عملناها وما نحبوش حتى حد يعرفها. أما السؤال الكبير اللي يجي في خاطر أي إنسان: "هل ينجم ربي يسامحني؟" أو بصيغة أوسع: "هل ينجم ربي يسامح كل خطايانا؟".
هذا سؤال روحي عميق، يمسّ قلب كل واحد فينا. ساعات نحسّوا روّحنا بعاد برشا على ربي، كأنو ما عادش ينجم يسمعنا. يمكن غلطنا في حقّ الغير، أو كذبنا، أو حتى فقدنا الأمل وقلنا كلام كبير. ولكن الإنجيل يعلمنا حاجة عظيمة: الرحمة متاع ربي ما عندهاش حدود.
ربي موش بشر باش يقيّمنا كيما الناس، وموش قاضي يستنى الغلطة باش يعاقب. ربي هو الآب المحب، اللي ديما يستنى ولادو باش يرجعولوا، مهما عملوا.
خلينا نغوصوا سوا في هذا الموضوع، ونتأملوا في معاني الغفران، شكون يستحقو، شنوة شروطو، وشنوة تأثيرو على حياتنا اليومية.
أقرأ أيضا:
علاش ربي يحبنا مهما صار؟
كيفاش نحب الناس كيما المسيح؟
كيفاش نسمع صوت ربي في حياتنا؟
شنوّة تعني المعمودية للمسيحي؟
شنوّة معنى الغفران في المسيحية؟
الغفران في المسيحية موش مجرد تناسي، بل هو مسح كامل للذنب. ربي ما ينساش فقط، بل يمحي الذنب وكأنو ما صار شيء. الإنجيل يقول: "كما يبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا" (مزمور 103: 12).
في نظر المسيح، كل إنسان قابل للغفران مهما كانت خطاياه. الخطية الكبيرة ولا الصغيرة، الكلها عند ربي تنجم تتغفر إذا الإنسان جاء بقلب صادق وتايب.
شكون ينجم يتحصّل على غفران ربي؟
الغفران مفتوح للجميع، ما فيش تمييز. الفقير ولا الغني، اللي تربى في الكنيسة ولا اللي عمره ما سمع على الإنجيل، الكلهم ربي يحبهم ويريد يرجعوا ليه.
شرط واحد فقط: قلب تايب وصادق. المسيح ما قالش: "اللي ما يغلطش يدخل ملكوت السماوات"، بل قال: "لم آت لأدعو الأبرار، بل الخطاة إلى التوبة" (مرقس 2: 17).
شنوّة لازم نعمل باش يغفرلنا ربي؟
- الاعتراف بالذنب: لازم نكونوا صادقين مع رواحنا.
- الندم الحقيقي: موش بكاء فقط، بل رغبة صادقة في التغيير.
- الإيمان بمحبة ربي ومسيحو: نصدقوا إلي ربي قادر يغفر.
- قبول الغفران: ما نعيشوش في جلد الذات.
- نبداو صفحة جديدة: نعيشوا حياة جديدة مليانة محبة وخير.
هل فما خطايا لا تُغتفر؟
ساعات الناس تقول: "عملت حاجة كبيرة برشا، مستحيل ربي يسامحني". أما الإنجيل واضح: "إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1 يوحنا 1:9).
الوحيدة اللي الإنجيل يحذر منها هي التجديف على الروح القدس، واللي معناها رفض الغفران ذاته بكل عناد. يعني الإنسان يرفض يسامح ربي، موش العكس.
قصص من الكتاب المقدس على غفران ربي
- الابن الضال: شاب خرج، بعز ثروة أبوه، وعاش في الفساد. أما وقت رجع، الأب ركض له، ولبسه خاتم، وقال: "هذا ابني كان ضايع ولقيته".
- المرأة الزانية: وقت الناس حبوا يرجموها، المسيح قال: "من كان منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر"... وفي الآخر قالها: "ولا أنا أدينك، اذهبي ولا تخطئي أيضًا".
- بطرس الرسول: أنكر المسيح ثلاث مرات، أما المسيح بعد القيامة رجّع الثقة فيه وقاله: "ارعَ خرافي".
شنوّة تأثير الغفران في حياتنا؟
الغفران يحررنا. ما نعودوش نعيشوا في الخوف، ما نرجعوش نستعبدوا للذنب. لما نصدقوا إلي ربي غفر لنا، نحسّوا بروح جديدة، بحياة تبدأ من جديد.
الغفران يخلي قلوبنا مرتاحة، مليانة محبة، ونقدروا حتى نغفروا للي ظلمونا.
هل نغفر لنفسنا؟
برشا ناس يقولوا: "ربي غفرلي، أما أنا ما نغفرش لروحي". هذا شعور طبيعي، أما موش صحي. الغفران يشمل قبول الذات.
المسيح يعلمنا أننا نحب رواحنا، ونقبل ماضينا باش نبنوا مستقبلنا معاه. نغلطوا؟ نعم. أما نرجعوا لربي ونكملوا.
نختم ان كل إنسان على وجه الأرض، في لحظة معينة من حياته، يلقى روحو قدام مرآة ضميرو. يشوف أخطاؤه، ويفكر في مصيره، ويتساءل: "هل ما زال ربي يحبني؟".
الجواب، من الإنجيل، من صليب المسيح، من قلب الآب السماوي، هو: نعم، ربي يحبك، ويحب يغفرلك. مش لأنك تستاهل، بل لأنو هو محبة.
الغفران ما هوش حلم، هو حقيقة حية. المسيح مات على الصليب باش يمنحنا الغفران، مش بشروط، بل بنعمة.
ما فماش ذنب أكبر من رحمة ربي، وما فماش خطية تمنع المحبة الإلهية إنها توصل لقلبك. يمكن اليوم هو الوقت باش ترجع، تفتح قلبك، وتقول: "يا ربي، سامحني، وعلّمني نعيش جديد".
وصدقني، ربي ما يتأخرش. وقت يسمعك، يجري ليك، ويحضنك بحب كبير ما ينتهيش.
هل ربي ينجم يسامح كل خطايانا؟
نعم... وألف نعم.
وإنت شنوّة تستنى؟